منــتديــات أبـــــواب المعرفة للتعلــــيم الأصيـــــــل
عــزيـزي الــزائر / عـزيـزتــي الـزائــرة يـرجــي الـتكـــرم بتسـجـبــل الـدخــول اذا كـنـت عضــوا معـنــا أوالـتسـجيــل ان لـم تـكــن عضــو وتـرغــب فـي الانـضـمــام الـي منــتديــات أبـــــواب المعــرفـة للتعلــــيـم الأصيـــــــل
سـنتـشــرف بانـضـمامــك الـينــا
ادارةالمنتدى
منــتديــات أبـــــواب المعرفة للتعلــــيم الأصيـــــــل
عــزيـزي الــزائر / عـزيـزتــي الـزائــرة يـرجــي الـتكـــرم بتسـجـبــل الـدخــول اذا كـنـت عضــوا معـنــا أوالـتسـجيــل ان لـم تـكــن عضــو وتـرغــب فـي الانـضـمــام الـي منــتديــات أبـــــواب المعــرفـة للتعلــــيـم الأصيـــــــل
سـنتـشــرف بانـضـمامــك الـينــا
ادارةالمنتدى
منــتديــات أبـــــواب المعرفة للتعلــــيم الأصيـــــــل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تركت هوى ليلى وسعدى بمعزل وعدت إلى تصحيح أول منزل،غزلت لهم غزلا دقيقا فلم أجد لغزلي نساجا فكسرت مغزلي . (الغزالي)
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تعريف علم الكلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
omouloud omar
عضو متألق
عضو متألق



عدد المساهمات : 27
نقاط : 5304
تاريخ التسجيل : 07/01/2010

تعريف علم الكلام Empty
مُساهمةموضوع: تعريف علم الكلام   تعريف علم الكلام Icon_minitime1الأربعاء يناير 13, 2010 9:27 pm

تعريف علم الكلام
وحدّ الكلام كما قال بعض الشّيوخ: علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينيّة على الغير، وإلزامها إياه؛ بإيراد الحجج وردّ الشّبه قال الإمام العضد في المواقف:"والكلام علمٌ يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحجج ودفع الشبه والمراد بالعقائد ما يقصد به نفس الاعتقاد دون العمل، وبالدينية المنسوبة إلى دين محمد صلى اللـه عليه وسلم"([1]). وقال الإمام سعد الدين التفتازاني:"الكلام هو العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية"([2]) وقال ابن الـهمام في المسايرة:"والكلام معرفة النفس ما عليها من العقائد المنسوبة إلى دين الإسلام عن الأدلة علما وظنا في البعض منها"([3])
ومن ذلك يُفهم أنّ هذا العلم يفيد تثبيت العقيدة في النّفس، وفي إفحام المخالف وإلزامه. والإنسان إذا فهم العقيدة الصحيحة، وثبتت في نفسه، فإنّه يحصل على السّعادة المنشودة في الدّنيا والآخرة، لأنّه يكون قد ملك صورة صحيحة للواقع، وكيّف نفسه بحيث يكون متوافقا في وجوده مع أصول الوجود. ومن كان كذلك، كيف لا يصل إلى السّعادة وهي كمال الوجود؟! أو هي عبارة عن الترقّي في الوجود الجائز إلى أعلى درجاته.
ولا يصل الإنسان إلى ذلك إلاّ بعقيدة الإسلام. فعند ذلك تتكامل علاقته مع الكون ومع الحياة، فيصبح فاهما ومدركا لطبيعتها، وأهدافها، وإلى أيّ الغايات تسير. فينعدم التناقض في حياته، ويطّرد التكامل، ويدرك أيضا علاقته مع غيره من النّاس، فيعاملـهم بكيفيّة هي الحقّ، وهي العدل؛ ويضع كلّ شيء في موضعه اللائق به، وهي هذه حقيقة السعادة والخير.
ومن المرفوض أن يقال إنّ العلم الذي يوصل إلى هذه الغايات النّبيلة هو علم مرذول، بل من قال بهذا فهو لا يعي ما يقول، لأنّ العلم الذي يوصل إلى ما ذكرنا يجب أن يكون في أعلى مراتب العلوم، وهو كذلك في حقيقته عند كبار العلماء من أهل الحقّ. فلا تغترّ بمن ينفّرك عن هذا العلم بِتَخْيِـيْلـه إليك أنّه من البِدَعِ؛ فهل الوصول إلى الخير من البدع، وهل من البدع التسلّح بأسلحة نقاوم بها الكفر في النّفس، وندرأ بها الكفر عن الغير، ونردّ بها الكفر عن أن يدمّر الخير والحقّ والدّين العظيم!!! وكلّ من لديه أدنى معرفة بهذا العلم، يدرك فعلا كم هي فائدته حقّا في طمأنينة النّفس، وانكشاف الحقيقة لديها، وفي إفحام الخصوم المشكّكين من أهل البدع والكفر. وبدراسة هذا العلم، يتبيّن الإنسان فعلا أنّ الإسلام هو الدّين الحقّ عن دليل وبيّنة، لا عن تقليد وتعصّب أعمى.
ولذلك كلـه فالمُعْتَبَر في أدلّة هذا العلم هو اليقين فقط([4])، واليقين يجب أن يكون هو الأساس في هذا العلم في النفي والإثبات المتعلقين بالأحكام والمفاهيم، فلا عبرة بالظنّ في الاعتقادات، وإن كان لـه اعتبار في العمليّات. فكلّ ما كان النّظر السليم فيه لا يفضي إلى القطع، فلا يجوز اتخاذه دليلاً على مسألة من مسائل الاعتقاد، لأنّ الظنّ يجوز عليه الخطأ، ولا يجوز أن تكون العقيدة مبنيّة على أمر قابل للغلط، وكلّ من يجوّز بناء عقيدته على أمر ظنيّ فهو لا يفهم معنى الاعتقاد.
فالمسائل العقديّة هي عبارةٌ عن مفاهيمَ كليّةٍ تُبْنَى عليها الحياة، ومن جوّز بناءَ حياته على أمر ظنيّ فهو يعتبر من العابثين بهذه الحياة. والإنسان العاقل، لا يجيز لنفسه أن يكون من العابثين اللاعبين.
موضوع علم الكلام:
وأمّا موضوع علم التّوحيد فهو: المعلوم من حيث يتعلّق به إثبات العقائد الدّينيّة، إذ موضوع كلّ علم هو ما يُبْحَثُ في ذلك العلم عن عوارضه الذّاتيّة، ولا شكّ أنّه يبحث في هذا العلم عن أحوال الصّانع من القِدَمِ والوَحْدَةِ والقدرة والإرادة وغيرها ممّا هو عقيدةٌ إسلاميّةٌ ليعتقد ثبوتها لـه، وعن أحوال الجسم والعرض من الحدوث والافتقار والتركيب والأجزاء، وقبول الفناء ونحو ذلك ممّا هو وسيلة إلى عقيدة إسلاميّة؛ فإنّ تركيب الجسم وقبولـه للفناء دليل افتقاره إلى الموجِدِ لـه، وكلّ هذا بحثٌ عن أحوال المعلوم لإثبات العقائد الدينيّة.
وكون موضوعِ علم التوحيد هو المعلومَ من الحيثيّة المذكورة؛ هو التحقيق بلا ريب، فالمسلم عندما يشرع بنشر دعوته والاستدلال عليها فإنّه سوف يكون مضطّرا لاستعمال كلّ ما عنده من العلوم لإثبات عقيدته، وعندما نقول العلوم، نقصد كلّ ما يشمل العقليّات والتجريبيّات والمتواترات وغيرها ممّا يفيد العلم والقطع، بل الأصل في كلّ مبدأ كليّ أن يكون معتمدا على العلوم، بمعنى أن تكون كل العلوم مؤيّدة لـه، لا بمعنى أنّه لا يقوم إلاّ بالعلوم أي بكلّ علم منها، بل يكفي للمبدأ أن يكون قائما على المعقولات وبعض الحسيّات مثلا، ثمّ يشترط فيه بعد ذلك ألاّ يتعارض في كلّ ما يأتي به مع أيّ مصدر من مصادر العلوم.
ومن ثمّ لا يُمْنَعُ أن يَستَخْدِمَ الإنسانُ أيَّ صنف من العلوم لإثبات عقائد الدّين أو ما يخبر به القرآن، وهذا يحتاج إلى احتياط شديد لخطورته، كما يحتاج إلى علم دقيق بالدّين أوّلا، ثمّ بذلك الصّنف من العلوم ثانيا. ولا بدّ من عدم التّسرع والانجراف وراء الدّعايات التي من شأنها أن تذاع في كلّ عصر من العصور، لأن بعض النظريات قد تعرض على الناس بشكل يتوهمون منه أنها قطعية، فينخدع به الناظر، فلا يجوز الاعتماد اعتمادا مطلقا على مثل تلك النظريات، لأنّ أيّ غلط في أيّ جهة من هذه الجهات فإنّه سوف يوجَّه إلى الدّين بشكل رئيسي، ولن يُقال عند كثير من النّاس: إنّ هذا الناظر أخطأ في فهم وتفسير هذا النّصّ أو ذاك أو في استعمال هذه النظرية أو تلك، بل سوف يشاع من قبل أعداء الدّين والمتشكّكين ممّن ينتمون ظاهرا إليه أنّ هذا الدّين متناقض، وأنّ المبدأ المتناقض لا يصلح أن تقام عليه حياة، ويستغلون ذلك كلـه للـهجوم على المبادئ الحقيقية للدين. فيتبيّن لك من ذلك مدى خطورة الخوض في هذا المجال، بل وفي كلّ مجال من الدّين، ولـهذا كان ذلك الموقع المتين للعلماء والحذاق من بني البشر.
ولأنّ موضوع علم التوحيد هو المعلوم من حيث كونه موصلا إلى تثبيت العقائد، فلا يجوز لأحد أن يعترض حين يرى علماء التوحيد يخوضون في الطّبيعيّات والرّياضيّات والطب بل والفلسفة وغير ذلك من أنواع الفنون والعلوم، لأنّ هذا من صلب وأساس مهمّتهم، وإذا سمحت لنفسك أن تُجَرِّدَهم من ذلك، فأنت في الحقيقة إنّما تلغي هذا العلم مطلقا. وليس هذا الأسلوب من الخوض في سائر العلوم وإظهار أصالة الدين عليها أمرا مُبْتَدَعاً، بل هو الفهم الصّحيح المستمدّ من القرآن الكريم، فانظر في الكثير من الآيات التي تتكلّم في حقائق الوجود، وحقائق النّفس، وفي الآيات التي تحثّ على النّظر في الكون وفي السماوات والأرض، فإذا لم تكن هذه دليلا على ما نقول فكيف يقام أي دليل على أي أمر بعد ذلك؟!
ولا تظنَّ أن كون موضوع علم التّوحيد هو المعلومَ، يُخْرِجُ الكتابَ والسنّة من أن يُستخْدَما لإثبات العقائد الدّينيّة، لأنّ الكتاب والسّنّة هما أيضاً من المعلومات التي تدلّ على العقائد الدّينيّة وتثبتها، فيكون استخدامهما لإثبات العقائد متمشيّا مع أصول هذا العلم، ولا تغتـرّ بمن يقول إنّ علماء التّوحيد من أهل السنّة -أي الأشاعرة والماتريديّة- لا يستدلّون بالقرآن ولا بالسنّة، بل يكتفون بالعقل في إثبات العقائد، فإنّ هذا القائل إنّما يدلّ بقولـه هذا على مدى جهلـه وظلمة عقله لا غير، فمن التّفاهة أن يُطلِِقَ القولَ هكذا من دون تقييد، وينسى من الذي حَمَلَ أحاديث الرّسول وأوصلـها إلينا في هذه الأزمان، ومن الذي حفظ علوم القرآن، ومن الذي برع في تفسير القرآن وشرح الحديث، بل من الظّلم الفاحش أن يقال هذا لأنّ كلّ ذرّة من علوم الإسلام تدلّ على خطأ هذا القول، فالمحقّقون من علماء الدّين هم من أهل السّنة، وكذا علوم اللّغة والتّاريخ، وكذلك كانوا في القرون الماضية في سائر العلوم الدّنيويّة، حتّى لا يستطيع أحد أن ينكر هذا إلاّ من على قلبه غشاوة؛ ومن بلغ إلى هذا المستوى، فالأحرى أن لا يناقش لأنّه أصبح كالسوفسطائيّة الذين لا يُناقَشون لاستحالة جدالـهم.
ثمّ إنّ أهل السّنة عندما يستخدمون العقل لإثبات العقائد فإنّ هذا يدلّ على ثقتهم بالدّين أولا وثقتهم بأنفسهم ثانيا، لأنّهم يكونون جازمين بأنّهم خلال بحثهم العقليّ هذا لن يتوصّلوا إلى شيء يخالف ما أتى به الدّين، بل سيصلون إلى استدلالات تدحض أعمدةَ الكفر وتهدمه، ولما كان الأمر كذلك، فلِمَ يمتنعون من هذا الطريق المستقيم.
وبناء على هذا، فعلى الذي يرغب بالخوض في هذا العلم أن تتوفّر فيه صفات خاصّة، لأنّ لكلّ علم أهلـه، وذلك حتّى لا يفاجأ عندما يرى المصطلحات العقليّة والعلميّة والأصوليّة كلـها تُتَداوَل في كتب هذا الفن، فعلى مَنْ يريد الخوضَ فيه أن يكون ملمّا بكلّ هذه العلوم.
و إذا كان من المسلّم به أنّ الدّين إنّما أنزل لـهداية النّاس إلى خير الدّنيا والآخرة، أي لإصلاح حياة الإنسان وآخرته، فعلى الإنسان أن يجزم بلا تردّد أنّه مهما خاض في علوم الدّنيا من الطّبيعيّات وغيرها، فلن يصطدم بأمر يكون خلاف الدّين ونقيضا لـه. ويجب عليه أن يعتقد جازما أنّ توسّعه في علوم الدّنيا ومعرفته لما في الأنفس، وما في الآفاق إنّما يزيد من إيمانه واطمئنانه إلى هذا الدّين، لأنّ هذه المعرفة نفسها سوف تكون أدلّة على ما أخبر به الشّرع، لأنهما من خالق واحد. واطمئنانه هذا لا يدفعه إلى التعنت في النظر والرأي، بل يكون باعثا لـه للتمسك بالقوانين الصحيحة للنظر، ومحاولة تحقيقها في نظره وبحثه، فلا تكون العقيدة أبدا باعثا للتعصب والتعنت.
وقولنا إنّ موضوع هذا العلم هو المعلوم قد يقصد بالمعلوم هنا الموجود والوجودي، حتى يدخل فيه الاعتباري، إلاّ إنّنا استخدمنا كلمة المعلوم، وقدّمناها على الموجود، ليصحّ التعريف على رأي من لا يقول بالوجود الذهنيّ، ولا يعرّف العلم بحصول الصّورة في العقل، ويرى مباحث المعلوم والحال خارج مباحث هذا العلم. وقد يراد بالمعلوم مطلق ما يصدق عليه ذلك اللفظ، فيدخل فيه حتى المستحيلات والموجودات الحقيقية والاعتبارات الانتزاعية والاختراعية، وتدخل حتى المعدومات التي يمكن أن تعلم. ولا إشكال في ذلك إن أمكن أن يستدلَّ بتلك الأمور على الله تعالى.
والحاصل أنّ هذا العلم يبحث فيه عن الأحكام الثابتة لذات اللـه تعالى وصفاته وأحوال الممكنات في المبدأ والمعاد على قانون الإسلام، والمقصود بقانون الإسلام هي أسباب المعرفة في الإسلام، إذ معلوم أنّ كلّ مبدأ شامل ونظام كامل لـه مقاييس وموازين يزن بها الأمور، وهذه الموازين هي وسائل المعرفة، ولا بدّ أن تكون المعلومات متماشية مع نظريّة المعرفة الإسلاميّة. وكل وسيلة معرفية ثبت كونها طريقة بالقطع، فإنها طريقة معرفية إسلامية.

غاية علم الكلام:
وغاية هذا العلم أن يصير الإيمان والتصديق بالأحكام الشرعيّة مُتْقَناً محكما لا تزلزلـه شبه المبطلين. وذلك لأنّ الأدلّة قامت على أنّ سعادة الإنسان في وجوده الدنيوي والأخروي لا تتمّ إلاّ على أساس هذا الدّين، فصار من الضّروريّ أن تدعم أصول هذا الدّين في نفوس النّاس، ويرد على شبه الكفّار وأعداء هذا الدّين.
ولا يجوز أن يتوهّم إنسان أنّ الاستدلال على صحّة هذا الدّين إنّما هو من قبيل التعصّب الأعمى، بل هو من قبيل العلم اليقينيّ القطعيّ، ولا يخطر في بال أحد هذا الخاطر إلاّ إذا كان علمه بهذا الدّين ضعيفا متلجلجا؛ وكثير من النّاس في هذه الأيّام لا يثقون بحقيقة الدّين ثقة تامّة، بل هم منتسبون إليه مسايرة لغيرهم، ومراعاة لمجتمعهم، وحقيقة أحوالـهم هي عدم الاهتمام به، لا لأنّهم قد تحقّق لـهم ما يضادّه، بل لأنّهم لا يعلمون شيئا عنه، ولا يخطر ببالـهم البحث فيه لانشغالـهم بأمور دنياهم. وكثير من الناس لو كانوا يعيشون في مجتمعات أخرى كافرة أو نافية للأديان، لسايروا هذه الطريقة ونفوا الأديان أيضا واعتقدوا عقائد هذه المجتمعات.
منفعة علم الكلام:
ويفهم النّبيه أنّ منفعة علم التوحيد في الدّنيا يتمثّل في انتظام أمر المعاش، ولا يتم هذا الانتظام إلاّ بالمحافظة على العدل والمعاملة التي يحتاج إليها في بقاء النّوع الإنسانيّ على وجه لا يؤدّي إلى الفساد. وذلك لأنّ الإنسان إذا عرف علم التّوحيد واطمأنّت إليه نفسه، وتكيّفت في صفاتها به، حصّل السعادة الذّاتيّة، وإذا انتشرت أحكام الشّريعة بين النّاس وجعلوها هي الحكم بينهم في معاملاتهم، وهي الميزان الذي يزنون به تصرّفاتهم حصل الانتظام المطلوب. ولا يمكن التمسّك بأحكام الشريعة إلاّ بالإيمان بأصول التوحيد على منهاج أهل الحقّ.
وهذا الكلام يندفع به قول من يقول إنّ الدّين لا علاقة لـه بأحوال الدّنيا، بل إنّ الدّين هو الذي لـه العلاقة بها، وليس الدّين منحصرا فقط في البحث في أحوال الآخرة كما يتوهّم الجاهلون، بل إنّ الحياة الدّنيا هي في نظر الدّين الجسر الذي يُعْبَرُ به إلى الحياة الآخرة. وإذا أراد الإنسان أن يحصّل خير آخرته فعليه أن يحصّل خير دنياه وهذا لا يتم إلاّ بميزان الشّريعة. فمنفعة هذا العلم في الآخرة هي النّجاة من العذاب المترتّب على الكفر وسوء الاعتقاد. وعند التأمل الصّادق في منفعته في الدّنيا كما ذكرناها، نعلم أنّ صلاح النّوع الإنسانيّ لا يتمّ إلاّ على أساس هذا الدّين. فكل الأفكار والنظم التي تدعي أنها هي التي تملك النظرة التي فيها صلاح النوع الإنسانيّ غير الإسلام هي أفكار فاسدة باطلة، وهذا ليس تجنيّا ولا استخفافا بفكر النّاس، بل هو إيمان معقود على سبيل العلم بهذا الدّين وما يحويه من مبادئ. وكلّ هذه المبادئ كالرّأسماليّة و الشّيوعيّة و الاشتراكيّة إنّما هي بهرجات وأفكار جزئيّة صيغت صياغة الأفكار الكليّة، ولـهذا لا نعترف لأيّ منها بالشّموليّة بالفكر وإن ادّعت هي ذلك لنفسها، فنحن بما نملكه من أسلحة فكريّة نستطيع تَعْرِيةَ هذه الأفكار وبيان أنّها نظرات جزئيّة، ثمّ بيان فسادها وعدم مطابقتها لحقيقة الوجود.
مسائل علم الكلام:
ومسائل علم التّوحيد هي القضايا النّظريّة الشّرعيّة الاعتقاديّة. والاحتراز بالقضايا النّظريّة من غيرها ــ المقصود بالنّظريّة التي تحتاج إلى نظر حتّى يصدّق بها ــ وغير النّظريّ وهي البديهيّ لا يكون من المسائل والمطالب العلميّة، بل لا معنى للمسألة إلاّ ما يسأل عنه، ويطلب بالدّليل.
والفرض البديهيّ معلوم لا يحتاج إلى دليل ولا سؤال. وفي هذا الزّمان صارت كثير من المسائل البديهيّة نظريّة، بل صارت بعض المسائل البديهيّة منكرة ومردودة، ولا ريب أنّه في هذه الحال، يجب البحث في المسائل النظريّة والبديهيّة على حدّ سواء، لأنّه لا معنى لكون المسألة بديهيّة إلاّ أنّها معلومة ومشهورة بين عامّة النّاس، حتّى لا يكون هناك داع للسّؤال عنها، لأنّه يعتبر حينئذ تحصيلا للحاصل. ولكن عندما تنقلب الحقائق فيصبح البديهيّ نظريّا أو مردودا يجب على الدّاعي إلى الدّين والحقّ أن ينـزل للنّاس ويخاطبها على هذا المستوى، وإلاّ لتعذّر نشر حقائق الدّين. فمقياس كون المسألة بديهيّة أوْ لا، هو انتشارها بين عامّة النّاس من المسلمين حتّى يستوي في العلم بها العالم والجاهل العاميّ. ولو فرضنا أنّ مسألة من المسائل كانت في الزّمان الماضي بديهيّة وصارت الآن غير بديهيّة، فإنّه يجب علينا أن نعاملـها ونعطيها حكم هذا الزّمان لا الزّمان الماضي.

استمداد علم الكلام:
واستمداد علم التوحيد من الوجوب والجواز والامتناع، وقال البعض: استمداده من التّفسير والفقه والحديث والإجماع ونظر العقل، ولعلّ الاختلاف إنّما هو في التعبير واللّفظ لا في الحقيقة والمعنى؛ لأنّ الجواز والوجوب والامتناع إنّما تؤخذ من تلك المذكورات، وهذا على مذهب أهل السنّة ؛ وهو مذهب أهل الحقّ؛ وهم الأشاعرة والماتريديّة، فلا حكم تكليفيا أو تابعا له إلاّ من الشّرع، أو يكون الاختلاف مجرد اعتبار. وأمّا وظيفة العقل، فما هي إلاّ معرفة ماهيّة وصفة الواقع ومعرفة الأمر في نفسه على حسب قدرة البشر، من دون ترتيب حكم تكليفي عليها، فنحن نستخدم العقل عن طريق النّظر في العالم الخارجيّ، للتعرّف على وجود اللـه، أي على أنّ اللـه موجود، ولكنّ وجوب الإيمان باللـه تعالى بحيث يعاقب من لا يؤمن ويثاب من يؤمن هذا إنّما يعرف من الشّرع لا من العقل، على تفصيل لطيف بين الأشاعرة والماتريديّة. وبناء على ذلك، نقول إن كل العلوم السابقة والمصادر المعرفية تدل فعلا على العقائد، ولكن هذا لا يستلزم عدم انبنائها على علم التوحيد، فلا يتم التصديق بالحديث إلا إذا أثبت نبوة النبي، وهذا لا يتم إلا بعلم التوحيد، ولكن بعد إثبات ذلك، يدلنا النبي عليه السلام على العقائد فعلا، وكذلك القول في القرآن، فلا يتم إثبات القرآن إلا بإثبات وجود الله تعالى ، لأنه كلامه، فلا يمكن التسليم بأنه كلام الله تعالى إلا بعد إثبات وجود الله تعالى، ومع ذلك فإن القرآن نفسه، يدل بعد ذلك على العقائد والأدلة التي يمكن أن تتبع في علم التوحيد. وكذلك يقال في الفقه. ومن هذا الوجه ربما قيل إن علم التوحيد يستمد منها. ولكن الحق أن استمداد علم التوحيد عموما بالفعل لا يكون منها باعتباراتها الخاصة، أي من حيث هي قرآن وسنَّة، وإنما هي بهذه الاعتبارات، منبنية على علم التوحيد.
وأهل السنة لم يختلفوا في الإقرار بأن العقل يمكنه معرفة بعض الأحكام العقائدية، ولكنهم اتفقوا على أن التكليف بالاعتقاد لا يمكن أن يثبت إلا بالنقل، والدليل الشرعي. ولهذا فأهل السنة يستدلون على العقائد بالدليل العقلي، ومرادهم بذلك إثبات حقيقتها ومطابقتها للواقع، لا إثبات التكليف بها بالعقل. فإثبات التكليف بها يكون بالشرع كما قلنا.
ومن هذا يعلم أنّ الذي يخوض في علم التوحيد يجب أن يكون متّسع الآفاق ذا مدارك محيطة بشتّى أنواع العلوم كما تقدّم. ومن ذلك يتبيّن لك بطلان كلام من قال: إنّ أهل السّنة لا يعتمدون إلاّ على العقل، فهذا كذب ومحض افتراء عليهم ممّن قالـه، وفي الوقت نفسه يُفْهَمُ ممّا مرّ الردّ على من يقول: لا يجوز استخدام العقل في العقائد، بل الذي يقول بذلك إنّما هو ضعيف العقل؛ فالعقل في الإسلام معتبر ولـه مكانته، والإنسان إذا أريد مدحه يكفي أن يقال: إنّه عاقل؛ فالعقل صفة مدح ولا شكّ في ذلك. بل نقول: إنّ للعقل مجالاً في علم التوحيد، ولكنّه محصور في أمور بيّنها أهل السّنة والجماعة كما يفهم من كلام أساطين علمائهم، وهذا الحصر ليس تحكما منهم في العقل ولكنهم لما نظروا في فعل العقل عرفوا أن لـه حدودا وجهات لا يمكنه أن يغوصَ فيها، فجعلوها لـه حدودا لا يتعداها، وهذا التحديد منهم جار على موازين العقل نفسه.
وأمّا الذين يردّون النّظر العقليّ على اختلاف فرقهم، فأوهموا النّاس أنّ العقل ممنوع استخدامه مطلقا في الدّين، وبذلك صوّروا الدّين بصورة ليست لـه ولا هو لـها، وحقّروا من مقام العقل حتّى أربكوا عموم النّاس، وشكّكوا الذين ينظرون إلى الدّين من خارجه، وأعطوا لـهم نظرة تعيسة عن الدّين، والحقّ الذي عليه أهل السنّة، كما مرّ، هو أنّ العقل معتبر ولكنّه محدود بحدود وجوده وطبيعته، ولا تعارض بين الشّرع والعقل أصلا، ولا يجوز القول بأنّنا نقدّم العقل على النّقل، ولا بأنّنا نقدّم النّقل على العقل، لأنّ كلاّ من القولين إنّما يُبْنَى على تسليم أمر ممنوع، وهو: وجود تعارض بين العقل والنّقل، وهذا باطل قطعا كما يفهمه النّبيه. وإذ لا تعارض فلا تقديم.
وهذا مدخل من المداخل التي صار المجسّمة يَلِجُونَها في هذه الأزمنة كما في الأزمنة المتقدّمة، فيسألون العاميّ: هل ترجّح العقل على النّقل أم النّقل على العقل؟! ومع بطلان السّؤال أصلا، كما أشرنا، إلاّ أنّ ذا العلم الساذج والعامة ينخدعون بظاهره ويبادرون بالقول: إنّنا نقدّم النقل على العقل! وإذا تمّ للمجسم أخذ هذا الجواب من المسئول، شرع بعد ذلك يدسّ آراءه الفاسدة وأفكاره الكاسدة إلى هذا المسكين بعد أن يخوّفه من عقلـه ويضعه لـه في كيس أسود مخيف، فيلقي لـه ما شاء من نصوص يفسّرها لـه كما يشاء، في غفلة من تنبّه ذلك المسكين، وما أن يمضي على هذا فترة من الزّمان حتّى يصبح قد أكل مأكلـهم وشرب مشربهم، فيصبح منهم وهو يعتقد أنّه من أهل الحقّ والـهدى، وبعد هذا يصعب جدّا عليك أن توصل أمرا ما إلى نفس هذا المسكين، لأنّه سلّم عقلـه إلى غيره ليقتلـه لـه، وهو راضٍ يحسب أنه يحسن صنعا، وهو لا يدري في أيّ واد يهيم، ولا في أيّ محيط يغرق. ويصبح كتلة من التعصّب والحمق والجهل والتبجّح وهو ليس ممّن يعلمون. والبعض الآخر من العوام المعتدين بأنفسهم يفضلون الإجابة الثانية فيقولون نحن نقدم العقل على النقل ويسلمون أنفسهم بعد ذلك إلى عقولـهم القاصرة وأحكامهم الجائرة، ومن هنا ينشأ التضليل والافتراق بين الفريقين فيبادر كل منهم إلى تبديع صاحبه والتبري منه.
وفي المقابل من هؤلاء نرى القائلين بوحدة الوجود وأصحاب العرفان، يفاضلون بين العقل والكشف لا النقل هذه المرة، ويقولون إن من يأخذ علومه من العقل، لا يرتقي إلى من يأخذ علومه ومعارفه من الكشف، ويقصدون بالكشف تلقي المعارف مباشرة من الخالق بطريق الإلهام، والكشف المباشر لهم عنها. فهؤلاء أيضا يحتقرون أصحاب النظر العقلي، ويدعون أن الكشف إذا عارضه قطعي عقلي فإننا نقدم الكشف على العقل. وينشأ عن هذه الطريقة تعصب كبير أيضا، لا من حيث القول بالتجسيم، ولكن من حيث القول بوحدة الوجود ولواحق هذا المذهب. ونرى هؤلاء يتسللون إلى عقول العامة من هذه الطريقة، والعامي إذا فاضل في نفسه بين الذي يتلقى علومه مباشرة من عند الله تعالى وبين من ينظر فيها ويتوصل إليها بعقله، فإنه يرجح جانب الأول، قطعا، ولكنه يغفل عن أنه هل يوجد فعلا من يأخذ علومه ومعارفه من عند الله تعالى مباشرة غير الأنبياء، وهل هؤلاء الذين يَدَّعونَ ذلك لأَنْفُسِهِمْ هُمْ فِعْلاً كذلك؟! والحق أنه لو وجد فإنه يتعذر عليه أن ينقل هذه المعارف التي يدعيها إلا بأن يخبر غيره بما أحس به ووجده في نفسه. فالواسطة بينه وبين من يريد أن يقيم الحجة عليه إذن ليس إلا خبره الذي هو في النهاية خبر آحاد، لا حجة برهانية فيه، خاصة إذا خالف ذلك الخبر ما قامت عليه الأدلة النقلية الظاهرة والعقلية القاطعة. وبعد ذلك كله، فيبقى الدليل النقلي الذي يجيز لهؤلاء المعتمدين على المكاشفة والعرفان غير قائم على جواز استدلالهم بما يجدونه على أنفسهم وعلى غيرهم، فحجتهم تبقى إذن قاصرة، هذا إذا سلَّمنا كونه حُجَّةً أَصْلاً. ودوما يتجاهل هؤلاء أننا لم نحتج أصلا بخبر الرسول عليه الصلاة والسلام، إلا لقيام الحجة التي هي المعجزة على كلامه، فأين الدليل القاطع على لزوم إتباع الناس لكلامهم؟!
فطريقة النظر العقلي التي هي طريقة المتكلمين هي الطريقة الأصوب بلا شك ولا ريب، وهي الطريقة التي بها ينتفي التعصب، وتنعدم الضلالات ولا يركن الناس إلا إلى الأمور الواضحة القطعية، فيسيرون في حياتهم على هدى وعلم قويم. ولا يتركون مجالا لأحد كي يتلاعب بهم بأوهامه التي يحسبها نصوصا شرعية أو كشوفات إلـهية.

الموسوعة الحرة
المراجعة الحالية (غير مراجعة)
اذهب إلى: تصفح, البحث
علم الكلام[1] يعتبر من قبل البعض البدايات الأولى نحو نشوء الفلسفة الإسلامية، كان علم الكلام مختصًا بموضوع الإيمان العقلي بالله. وكان غرضه الانتقال بالمسلم من التقليد إلى اليقين وإثبات أصول الدين الإسلامي بالأدلة المفيدة لليقين بها. علم الكلام كان محاولة للتصدي للتحديات التي فرضتها الالتقاء بالديانات القديمة التي كانت موجودة في بلاد الرافدين أساسا (مثل المانوية والزرادشتية والحركات الشعوبية). يعتقد ا لبعض أن بداية علم الكلام كان سببه ظهور فرق عديدة بعد وفاة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومن هذه الفرق:
• المعتزلة.
• الجهمية.
• الخوارج والاباضية
• الزنادقة
• الكلابية
• الاشاعرة والماتريدية والصوفية.
• الإمامية والزيدية والاسماعيلية
كانت نشأة علم الكلام في التاريخ الإسلامي نتيجة ما اعتبره المسلمون ضرورة للرد على ما اعتبروه بدعة من قبل بعض "‏الفرق الضالة" وكان الهدف الرئيسي هو إقامة الأدلة وإزالة الشبه ويعتقد البعض إن جذور علم الكلام يرجع إلى الصحابة والتابعين ويورد البعض على سبيل المثال رد ابن عباس وابن عمر وعمر بن عبد العزيز والحسن بن محمد ابن الحنفية على المعتزلة، ورد علي بن أبي طالب على الخوارج ورد إياس بن معاوية المزني على القدرية والتي كانت شبيهة بفرضية الحتمية. بينما إعتبر أهل الحديث أن علم الكلام علم مذموم لم يخض فيه النبي محمد ولا الصحابة ولا التابعون، فلا يجوز لمن جاء من بعدهم أن يخوض فيه[2]. وعلم الكلام عند من يأخذون به هو عبارة عن دراسة "أصول الدين" التي كانت بدورها تتمركز على 4 محاور رئيسية وهي:
• الألوهية: البحث عن إثبات الذات و الصفات الإلهية.
• النبوة: عصمة الأنبياء و حكم النبوة بين الوجوب عقلاً، وهو مذهب المعتزلة و الجواز عقلاً، وهو مذهب الاشاعرة.
• الإمامة: الآراء المتضاربة حول رئاسة العامة في أمور الدين و الدنيا لشخص من الاشخاص نيابة عن النبي محمد.
• المعاد: فكرة يوم القيامة وإمكان حشر الاجسام. ويدرج البعض عناوين فرعية أخرى مثل "العدل" و"الوعد" و"الوعيد" و"القدر" و"المنزلة".
[عدل] المصادر
1. ^ من کتاب الموجز في اصول الدين للعلامة السيد رضا حسيني نسب
2. ^ "الغنية عن الكلام وأهله" لأبي سليمان الخطابي

تصريح الشهرستاني بأن علم الكلام يورث الحيرة وإعلان رجوعه عنه
هو أبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبدالكريم الشهرستاني، ولد سنة 467هـ، وتوفي سنة 548هـ، وهو فقيه شافعي متكلم لوه مؤلفات كثيرة في الفقه. وهو صاحب الملل والنحل.
وكتـــاب في علم الكلام، لعله آخر مؤلفاته [نهاية الإقدام في علم الكـــلام] وهو الذي ذم فيه علم الكلام وحذر منه وأوضح أن علم الكلام إنما يورث الحيرة وليس لدى أربابه يقين في عقيدتهم.

وقد أثبت في أول كتابه المذكور بيتين في وصف حال أهل الكلام قائلاً:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها *** وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعاً كف حـــائر *** على ذقن أو قارعا ســـــن نادم

ولم يذكر أن البيتين لمن؟ وسواء كان هذا كلامه أو كلام غيره فإنه ينص بهذين البيتين على سوء حال أهل الكلام وما ينتهي إليه أمرهم من الحيرة والضلال واضطراب العقيدة. فنسأل الله تعالى العافية والسلامة.

الاستفادة: كتاب (الصفات الإلهية) للجامي ص167-168.

أعده المنهج - شبكة الدفاع عن السنة
هل علم المنطق هو نفسه علم الكلام الذي قال الإمام الشافعي_ رحمه الله_ في أهله : ( رأيي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد... ) ؟

و ماالسبب في ضلال أو انحراف من يشتغل بالفلسفة والمنطق عن العقيدة الصحيحة ؟

جعلنا الله وإياكم من المتبعين

يمكن أن يفرق بين المنطق والفلسفة ، وعلم الكلام فيقال:

المنطق :هو قوانين منطقية تعصم الذهن من الزلل مميز لصواب الرأي عن الخطأ في العقائد وغيرها بحيث تتوافق العقول السليمة على صحته .
أما الفلسفة : فهي بذل للجهد في سبيل المعرفة الخالصة والحقيقة أيّاً كانت هذه المعرفة سواء طبيعية أو رياضية ، أو غير ذلك.
وعلم الكلام : هو كما قال الإيجي في كتاب المواقف ص7: : علم يقتدر معه إثبات العقائد الدينية ، بإيراد الحجج ودفع الشبه .
الفروق بين ما سبق:

- المقصد من المنطق وضع القوانين الموافقة للعقل حتي يتميز الخطأ من الصواب .
- الفلسفة : محاولة لمعرفة الطبيعة ، أو الرياضيات ، أو الأخلاق أو غير ذلك .
- علم الكلام : يحاول الدفاع عن الحقيقة الدينية فقط ، فلا يدخل في الطبيعة ، أو الرياضيات ، أو الأخلاق...

وأما سبب ضلال من دخل في علم الفلسفة والمنطق وعلم الكلام فهو للآثار المترتبة على الداخل في هذه العلوم .
ومنها على وجه الاختصار:
-الاعتماد على هذه العلوم وقلة الوثوق والفهم لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله -: (ومن المعلوم أن المظمين للفلسفة والكلام ، المعتقدين لمضمونها ، أبعد الناس عن معرفة الحديث ، وأبعد عن اتباعه من هؤلاء [يعني أهل الحديث من أهل السنة ] وهذا أمر محسوس ، بل إذا كشفت أحوالهم وجدتهم من أجهل الناس بأقواله صلى الله عليه وسلم وأحواله ، وبواطن أموره ، وظواهرها ، حتى لتجد كثيراً من العامة أعلم بذلك منهم ، ولتجدهم لا يميزون بين ما قاله الرسول وما لم يقله ، بل قد لا يفرقون بين حديث متواتر عنه وحديث مكذوب موضوع عليه ...) مجموع الفتاوى لابن تيمية (4/95-96).
- كثرة الجدل والحيرة والشبهات التي تنتاب من دخل هذه العلوم. : يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
- (إنك تجدهم أعظم الناس شكاً واضطراباً ، وأضعف الناس علماً ويقيناً ، وهذا أمر يجدونه في أنفسهم ، ويشهد الناس منهم .... وما زال أئمتهم يخبرون بعدم الأدلة والهدى في طريقهم ...حتى قال أبو حامد الغزالي : "أكثر الناس شكاً عند الموت أهل الكلام " ، وهذا أبو عبدالله الرازي من أعظم الناس في هذا الباب – باب الحيرة والشك والاضطراب- وكان ابن واصل الحموي يقول : : استلقي على قفاي ، واضع الملحفة على نصف وجهي ، ثم أذكر المقالات ، وحجج هؤلاء وهؤلاء ، واعتراض هؤلاء حتى يطلع الفجر ، ولم يترجح عندي شيء ؟! " ) نقض المنطق لابن تميمة (25-26)- النظر إلى حضارات اليونان وغيرهم من الأمم بعين الإكبار والإعجاب .
- زعم من دخل هذه العلوم بأن العلوم الإلهية غامضة خفية ولا يمكن معرفتها إلا عن طريق.

المصدر:http://www.nokhbah.net/vb/showthread.php?t=404
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aitouahmane
عضو مبدع
عضو مبدع
aitouahmane


انثى
الدلو عدد المساهمات : 33
نقاط : 5289
تاريخ التسجيل : 12/01/2010
العمر : 31

تعريف علم الكلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تعريف علم الكلام   تعريف علم الكلام Icon_minitime1الأربعاء يناير 13, 2010 10:15 pm

علم الكلام يعتبر من قبل البعض البدايات الأولى نحو نشوء الفلسفة الإسلامية، كان علم الكلام مختصًا بموضوع الإيمان العقلي بالله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تعريف علم الكلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علم الكلام
» أهمية علم الكلام ومشروعيته
» تعريف الصوفية
» تعريف الشعر
» تعريف الكناية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــتديــات أبـــــواب المعرفة للتعلــــيم الأصيـــــــل :: منتديات علــوم الديــن :: علم الكلام-
انتقل الى: