ولد أدولف هتلر فى 20 إبريل 1889 م، وأسم أمه كلارا هتلر وأسم أبوه ألويس كان يعمل موظف جمارك . وكان لأدولف هتلر 5 أشقاء وشقيقات ومات بعضهم لم تكتب الحياة إلا لأدولف وشقيقته "بولا".
وفي عام 1903م انتقل أدولف وأمه إلى مدينة ميونخ لتفادي التجنيد الالزامي وكان يريد للاستقرار في المانيا بدلاً عن إلاقامة في إلامبراطورية المجرية النمساوية لعدم وجود أقليات وجنسيات وعائلات غنية وقوية متعددة كما هو الحال في إلامبراطورية النمساوية. وتمتع أدولف بالذكاء في صباه وقد تأثر كثيرا بالمحاضرات التي كان يلقيها البروفسور "ليبولد بوتش" الممجدة للقومية الألمانية
وعندما قامت الحرب العالمية إلاولى، تطوع أدولف هتلر في صفوف الجيش البافاري وعمل كساعي بريد عسكري بين الوحدات العسكرية على جبهات القتال بينما كان الكل يهرب من هذه المهنة ويفضّل الجنود البقاء في خنادقهم بدلاً من التعرض لنيران العدو عند نقل المراسلات العسكرية. وبالرغم من أداء أدولف المتميز والشجاع في العسكرية، إلا أنه لم يرتق المراتب العلا في الجيش لأنه لم يكن فى صفوف المقاتلين. وخلال الحرب،وبدأ هتلر احساسه الوطنى تجاه ألمانيا رغم أنه ينتمى بأوراقه وشهادة ميلاده النمساوية وأحس بخيبة أمل شديدة عندما استسلم الجيش إلالماني في الحرب العالمية الاولى لإعتقاد هتلر باستحالة هزيمة هذا الجيش وألقى باللائمة على السياسيين في حدوث الهزيمة.
وبالرغم من إنتهاء الحرب العالمية إلاولى ، استمر هتلر في الجيش حيث قام الجيش على قمع الثورات الإشتراكية في المانيا. وقام بإعداد إجتماعات "إدارة التعليم والدعاية السياسية" هدفها البحث فى أسباب هزيمة المانيا في الحرب وسبب اندلاعها. وكانت النتيجة هى إلقاء اللائمة على اليهود والشيوعيين والسّياسيين بشكل عام
ولمقدرة هتلر الكلامية تم اختياره للقيام بالخطابة بين الجنود ومحاولة استمالتهم لرأيه الداعي لبغض اليهود وإلقاء اللائمة عليهم فى هزيمة ألمانيا.
في يناير 1903 م مات أبوه وتوفت والدته في ديسمبر 1907 م. وأصبح أدولف ابن الثمانية عشر بلا عائل وذهب إلى فيينا أملا أن يصبح رساما. عكف على رسم المناظر الطبيعية والبيوت مقابل أجر يسير وكانت الحكومة تصرف له راتبا لأنه صغير بالسن وبلا عائل. وفي فيينا، تأثر أدولف كثيرا بالفكر المعادي لليهود بكثرة في تلك المدينة وتنامي حقده وكراهية لهم وقد دون أدولف في مذكّراته مقدار مقته وامتعاضه من اليهود بشكل عام.
وفي تشرين الأول 1907 م تقدم أدولف هتلر ليدخل امتحان القبول في فن الرسم وكان في الثامنة عشرة ، ولكنه لم يقبل وكانت النتيجة المخيبة لآماله وقرأها هى : " أدولف هتلر – براناو آم إن- مولود في 20 نيسان 1889 –الماني- كاثوليكي- إلاب موظف- تحصيله الدراسي: أربعة صفوف في الثانوية. الدرجات قليلة. اختبار الرسم: غير مرضٍ". وعاود الكرة مرة أخرى ولكن رسومه لم تؤهله للمشاركة في إلامتحانات هذه المرة , وكان مقتنع تماما بأنه فنان كما نوه في Death to America كفاحي)، وتكلم مع المسئول عن أمتحان قبوله: "أكد لي هذا السيد أن الرسوم التي عرضتها برهنت بما لا يقبل الشك أني لا أصلح لمزاولة فن الرسم، وأن كفاءتي كما أوضحت له الرسوم تكمن في الهندسة المعمارية، وقال لي لا شأن لك قط في أكاديمية الرسم وميدانك هو مدرسة الهندسة المعمارية". ولكن عدم نيله شهادة الثانوية أحال بينه وبين دخوله مدرسة الهندسة المعمارية.
وفي سبتمبر 1919م التحق هتلر بحزب "العمال الألمان الوطني" وقال فى طلب قدمه لرئيسه في الحزب "يجب ان نقضي على الحقوق المتاحة لليهود بصورة قانونية مما سيؤدّي إلى إزالتهم من حولنا بلا رجعة". وفي عام 1920، تم تسريح هتلر من الجيش وتفرغ للعمل الحزبي بصورة تامّة إلى ان تزعم الحزب وغير اسمه إلى حزب "العمال الألمان الإشتراكي الوطني" وإختصاره "نازي" . واتخذ الحزب الصليب المعقوف شعاراً له وأعاد التحية الرومانية التي تتمثل في مد الذراع إلى الأمام. وأصبح هتلر يحكم المانيا بلا دعم شعبي عارم ، ومن خلال وسائل إلاعلام أملى هتلر سياسته وعمل على كسب الشعب إلالماني التي كانت واقعة تحت السيطرة المباشرة للحزب النازي الحاكم فعلاً وخصوصاً الدكتور جوزيف غوبلز. فقد روّجت أجهزة غوبلز الإعلامية لهتلر على انه البطل الذى يستطيع إنقاذ ألمانيا من الكساد الإقتصادي وحركات الشيوعية إضافة إلى الخطر اليهودي. ومن جهة أخرى كان البوليس السري "جيستابو" ومعسكرات الإبادة والتهجبر القسري تعمل فى أقصاء معارضيه أو من يغضب عليهم . وعمد هتلر على التصفيات السياسية للأصوات التي تخالفه الرأي وكانت هذه مهمة الملازم "هملر". وفي 2 اغسطس 1934، مات رئيس الدولة "هيندينبيرغ" فقام هتلر بدمج مهامّه السياسية كمستشار لألمانيا ورئيس الدولة وتمت المصادقة عليه من برلمان جمهورية فايمار.
كان هتلر خطيبا مفوّها وذا جاذبية وحضور شخصي قويين فإلتف حوله الشعب الألمانى
وكانت ألمانيا بها حوالى 2 مليون يهودى وفى 1935م صدر قانون يحرم أي يهودي الماني حق المواطنة إلالمانية وقام بفصلهم من أعمالهم الحكومية وأغلاق محالّهم التجارية. وأصدر أمراً بوضع كل يهودي علامة نجمة صفراء على ملابسه وغادر 180,000 يهودي المانيا جرّاء هذه الإجراءات.ونتيجة لهذه الإجراءات التى تهدف إلى توجيه ألمانيا وإعدادها للحرب انتعشت الصناعة الألمانية انتعاشاً وإخلاء الألاف من الوظائف التى كان يشغلها اليهود لم يترك مواطناً المانيا بلا عمل. وتم تحديث السكك الحديدية والشوارع وعشرات الطرق والجسور فى داخل البلاد وإلى الحدود مما جعل شعبية الزعيم النازي هتلر ترتفع إلى السماء.
وفى الفترة من 1933 إلى 1945م قاد حزب العمال الوطني الاشتراكي وأصبح زعيم ألمانيا النازية كان يشغل منصب "مستشار ألمانيا"، ورئيس الحكومة و الدولة.
وفي مارس 1935، تنصّل هتلر من "معاهدة فيرساي" التي كانت نتيجة لنهاية الحرب العالمية إلاولى وهزيمة ألمانيا وأمر بالتجنيد الإلزامي حيث كان يهدف إلى تشييد جيش قوي مسنود بطيران وبحرية ، وأوجد فرص عمل للشبيبة الألمانية فى جميع الأعمال الفرعية. وعاد هتلر إلى خرق اتفاقية فيرساي مرة اخرى فإحتل المنطقة المنزوعة السلاح من "ارض الراين" التى نصت عليها معاهدة فرساى ولم يتحرك أحد من أوربا تجاه انتهاكات هتلرفقد كانوا خارجين من حرب شديدة , اً وقام بارسال قوات المانية لأسبانيا لمناصرة "فرانسيسكو فرانكو" الثائر على الحكومة إلاسبانية.وكانت الحرب الأهلية إلاسبانية بمثابة تدريب للآلة العسكرية إلالمانية الحديثة . وفي 25 اكتوبر 1936، تحالف هتلر مع الفاشي موسوليني الزعيم إلايطالي واتسع التحالف ليشمل اليابان، هنغاريا، رومانيا، وبلغاريا بما يعرف بحلفاء المحور وتم التنسيق بين قوات جيوش المحور. وفي 5 نوفمبر 1937، عقد هتلر اجتماعاً سريّاً في مستشارية الرايخ وأخبرهم بخطّته السرية لأحتلال أوربا وتوسيع رقعة ألمانيا وضم إليها باقى أوربا. وقام هتلر بالضغط على النمسا للأتحاد معه وسار في شوارع فيينا بعد إلاتحاد مزهواً بالنصر. ثم قام بتصعيد الأمور بمقاطعة "ساديتلاند" التشيكية والتي كان أهلها ينطقون بالألمانية ورضخ إلانجليز والفرنسيين لمطالبه لتجنب حرب أخرى. وفي 10 مارس 1939م استطاع هتلر ان يصل إلى العاصمة التشيكية براغ و قرر إلانجليز والفرنسيون القيام بعدم التنازل عن الأراضي التي مُنحت لبولندا بموجب معاهدة فيرساي ولكن الغرب فشل في التحالف مع إلاتحاد السوفييتي وأستغل هتلر الخلاف الغربي السوفييتي وعقد معاهدة "عدم اعتداء" بين المانيا وإلاتحاد السوفييتي مع ستالين في 23 اغسطس 1939 وفي 1 سبتمبر 1939 قام هتلر بغزو بولندا وأخيراًعلن إلانجليز والفرنسيين إعلان الحرب على المانيا. و وتقاسم بولندا مع إلاتحاد السوفييتي بولاندا خلال السنوات الاربع اللاحقة لغزو ألمانيا لبولندا ، وأطلق على الجيش الألماني " الجيش الذى لاتقهر " في ابريل 1940م غزا الجيش الأماني الدنمارك والنرويج وفي مايو من نفس العام هاجم كل من هولندا، بلجيكا، لوكسمبورغ، وفرنسا وانهارت إلاخيرة في غضون 6 اسابيع. وفي ابريل 1941، غزا إلالمان يوغسلافيا واليونان وفي نفس عام 1941 م كانت القوات إلالمانية في طريقها إلى شمال افريقيا وتحديداً مصر. و في 11 ديسمبر 1941 م اعلن هتلر الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت حرب الغواصات بينهما وشجعت إنتصارات الجيش ألألمانى هتلر في غزو روسيا في نقض صريح لإتفاقية عدم إلاعتداء التى أبرمها مع ستالين واحتلت ثلث الأراضي الروسية من القارة الأوروبية وبدأت تشكّل تهديداً قوياً للعاصمة الروسية موسكو. ولم تعد القوات الألمانية عدتها لدخول فصل الشتاء وبتدنّي درجات الحرارة في فصل الشتاء، توقفت القوات إلالمانية من القيام بعمليات عسكرية في الأراضي الروسية مما أعطى فرصة لروسيا بإعادة تجميع قواتها وتنظيمها وأعدادها وقامت بهجوم مضاد ومعاودة العمليات العسكرية في فصل الصيف في 1943، تمت إلاطاحة بحليف هتلر إلاوروبي (موسوليني) وفي 6 يونيو 1944، تمكن الحلفاء من الوصول إلى الشواطئ الشمالية الفرنسية نورماندى وبحلول ديسمبر ، تمكن الحلفاء من الوصول إلى نهر الراين وكانت الحرب فى أوربا حول التمكن من السيطرة على مركز البترول لتموين الجيش الألمانى فتوقفت الدبابات الألمانية عن التحرك وشلت القوات الضاربة البانزر الألمانية , ومن ناحية الجبهة الروسية تم اخلاء إلاراضي الروسية من اخر جندي الماني. وفي موقعة "ستالينغراد" التي كانت أول هزيمة يتكبدها إلالمان في الحرب العالمية الثانية. وعلى صعيد شمال افريقيا، هزم إلانجليز القوات إلالمانية في معركة العلمين وحالت بين قوات هتلر بين السيطرة على قناة السويس والشرق إلاوسط ككل.
ثم سقط الرايخ الثالث نتيجة إلانتصارات الغربية ولكن عناد هتلر أطال من أمد الحرب لرغبته في خوضها لآخر جندي الماني. وفر معاونيه إلى بافاريا او النمسا وأصر هو على الموت في العاصمة برلين وفي 19 مارس 1945، امر هتلر ان تدمّر المصانع والمنشآت العسكرية وخطوط المواصلات وإلاتصإلات وتعيين هينريك هيملر مستشارً لألمانيا في وصيته. كما قام بإغراق أنفاق مدينة برلين حيث كان يختبأ المدنيون ذلك لأعتبارهم خونة لعدم وقوفهم في وجه العدو الروسي على أبواب برلين. وبقدوم القوات الروسية على بوابة برلين، اقدم هتلر على إلانتحار وانتحرت معه عشيقته ايفا براون بالغاز السام فى أحد الخنادق المحفورة والمبنية تحت الأرض في 30 أبريل 1945م .
وبالرغم من أنه قتل فى الحرب العالمية الثانية حوالى 25 مليون شخص إلا أن المؤرخين يصفون هتلر بأنه أحد الشخصيات الأكثر تأثيراً في القرن العشرين ويعزى له الفضل في انقاذ ألمانيا من ديون الحرب العالمية الأولى وذلك بتشغيل كل ألمان وطرد اليهود من الوظائف والتضييق عليهم وتشييد الآلة العسكرية الألمانية التي قهرت أوروبا و قادت سياسة هتلر التوسعية العالم إلى قيام الحرب العالمية الثانية ودمار أوروبا بعد ان قام بغزوه لبولندا وأحتلالها. وأرسل جيوشه لغزو البلدان ولكنه انهزم فى روسيا ولم يستطع غزو بريطانيا وأنتهت الحرب العالمية الثانية بسقوط العاصمة برلين ، أقدم هتلر على قتل نفسه وعشيقته ايفا براون في قبو من أقبية برلين بينما كانت برلين تسقط فى يد أعداءه ولم يستدل على جثته حتى الآن مما أعطى نهاية لقصته غموضاً تاريخياً .