lout وسام النجوم الذهبية
عدد المساهمات : 71 نقاط : 5557 تاريخ التسجيل : 20/03/2010 العمر : 33 الموقع : https://www.facebook.com/photo.php?fbid=190705060946754&set=a.101271116556816.3005.100000217857493#!/profile.php?id=100000817226499
| موضوع: العلمانية في مفهوم الحركة الأمازيغية الأحد مارس 21, 2010 4:49 pm | |
| تحية المجد والخلود لشهداء المغرب الحقيقين (مولى موحندمحمد أمازيان عباس لمسعدي...........)وتحية المجد والبقاء لشهداء القضيةالأمازيغية(معتوب لوناس ,قاضي قدور سعيد صفاو كرماح مسينيسا............) كما لنننسي أن أحي المعتقلين السياسين للقضية الأمازيغية (حميد أوعضوش و مصطفيأوساي)
تعتبر كلمة \"الديمقراطية\" من أكثر مفردات الفكر السياسي العالمي قدما، لتظهر كأبجدية الاجتماع السياسي المدني، وهي حاملة لدلالتها الاصطلاحية في ذاتها (حكم الشعب نفسه بنفسه)، وبالرغم من أنها ظلت على مدار تطور الفكر السياسي الإنساني بمثابة المطلب المستحيل التحقق، وعلى هذا ظلت الديمقراطية هي المعادل السياسي والاجتماعي والثقافي لسؤال الكينونة الإنسانية، لتظهر في هذه المرحلة من الوضع السياسي المغربي وكأنها أطروحة الموسم، ومع إمكانية التحقق/المستحيل تظهر مشتقاتها (مفاهيم أخرى)، كالحداثة، التعددية، العقلانية، الشرعية القانونية والدستورية، والعلمانية.. الخ. إن طرح الحركة الأمازيغية اليوم وحملها لمطلب علمنة الدولة المغربية، دليل على بدء انشغالها بالقضايا السياسية التي تهم الشعب ومصالحه، مما يمكن معه القول أن الأمازيغ استطاعوا اليوم التخلص من الدائرة الثقافية التي أرادت الدولة المخزنية حصرهم فيها، إذ لا يمكن التفكير في العلمانية واستخدامها في مجال الصراع السياسي خارج دائرة التفكير في السياسي، وبالضبط في استقلال المجال السياسي عما عداه، ليبدأ التفكير عند الأمازيغ في علاقات السياسي بالديني، وعلاقة المقدس بالتاريخ، فتستحضر الحركة الأمازيغية الصيرورة التاريخية لهويتها في كل نقاش للمفاهيم أو القضايا السياسية الراهنة، وقد دفع هذا إلى بعض الدارسين والمفكرين الأمازيغ إلى حد تسبق مطلب إعادة كتابة تاريخ المغرب، على مطلب الدسترة، كلبنة أولى للنهوض بالأمازيغية لغة وثقافة وهوية وبهذا تكون إرادة فتح ملف العلمانية لدى الحركة الأمازيغية مقرونا في العمق بسؤال الحداثة السياسية إذا كانت العلمانية غريبة عن تربة شمال إفريقيا كمصطلح، فإنها لم تكن كذلك على مستوى الممارسة، إذ كان الشعب الأمازيغي شعبا علمانيا بامتياز على مر التاريخ و حتى حدود ظهور الحركات الاستعمارية في المنطقة مع بداية القرن العشرين، و قد عبر الشعب الأمازيغي عن خياره هذا من خلال مؤسساته السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، التي تشرع قوانينها العرفية بشكل جماعي يشارك فيه الجميع و تلزم الجميع بعيدا عن القدسية والتقديس، حيث كانت السيادة للشعب كاملة وعلى قدم المساواة. يكون كل مطلب للديمقراطية ناقصا \"الديمقراطية\" وقياسا على هذه التجربة و تجارب البلدان حينما يسقط من حسابه مسألة العلمانية، بحيث أن هذه الأخيرة تفرض وجود شعب واحد يتصرف سياسيا وفق إرادته الحرة و العاقلة الموحدة، في حين يصعب إيجاد وحدة الشعب على أساس الدين بالمفهوم السياسي. وإذا كانت العلمانية في أحد وجوهها هي فصل الدين عن الدولة، فإنها لا تعني في نظر الحركة الأمازيغية فصل الدين عن المجتمع أو الشعب، كما لا تتطلب من الفرد التخلي عن العقيدة أو الرأي، فالعلمانية ترمي فقط من خلال المطلب الأمازيغي إلى مجتمع متميز بحرية الضمير و المعتقد و الفكر و إلى عقلانية التعايش، و تنظيم المجتمع عقلانيا، بفك ارتباط مسائل الروح بمسائل الحياة اليومية السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية، أي فك الارتباط بين المقدس و الدنيوي، إذ بالاستمرار في هذا الارتباط يكون كل خطأ في الحكم و السياسة و التدبير اتخذ باسم الدين خطأ في المقدس، و يكون كل ظلم للشعب مورس باسم المقدس هو ظلم مصدره العقيدة، و هذه الصورة نجدها في كثير من مجتمعات ودول تبنت اليوم الإسلام كدين رسمي للدولة، و كأن الإسلام في هذه المجتمعات يمارس السياسة باسم حق إلهي، و الذي يمارس هذا الحق في الواقع هو بشر يخطئ و يصيب، فيحمل المقدس أخطاء ذلك البشر الغير مقدس، فيكون الإسلام بذلك كدين يتحمل عبئ شعوب ظلمت باسمه، في حين أن من ظلم تلك الشعوب هم الحكام والحكومات، لذا وجب هذا الفصل بين الدين و الدولة. و يجب ألا تكون مسألة العلمانية مرتبطة في أذهان المغاربة بالإسلام فقط، إذ العلمانية تجربة إنسانية بلغها العقل البشري في مرحلة من مراحل تطوره المستمرة و التي لا يمكن أن تعرف التوقف، فالعلمانية مرتبطة بجميع الأديان و المعتقدات ارتباط الحماية، أي أن العلمانية تحمي جميع المعتقدات دون تمييز، فالعلمانية هي التي قامت بحماية الإسلام و المسلمين في مختلف الدول الغربية، كما أن العلمانية تحمي كذلك الإنسان و حقوقه، بإقرار أنظمة سياسية يكون محورها هو الفرد المواطن و تستمد شرعيتها و أساسها من الشعب. و في نظري ليس في حق حكومات الدول و خصوصا\" الإسلامية\" أن تكون خارج نطاق العلمانية، في الوقت الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة واحدة، حيث مصالحها و مشاكلها واحدة، فإذا كان نهر الفرات يصب في العراق فإنه ينبع من تركيا، و ما أريد قوله بهذا المثال هو أن العالم و قضاياه أصبح كبيت مشترك، لا يستطيع طرف واحد التصرف فيه على هواه دون إشراك الآخرين ومثاله ذلك النهر الذي يخترق أكثر من بلد، حيث أن تلويثه في ناحية سيلوث سيؤدي إلى تلويث النهر بكامله وبالتالي إلحاق الضرر بكل الدول التي يمر منها. | |
|