المشرف وسام النجوم الذهبية
عدد المساهمات : 215 نقاط : 6050 تاريخ التسجيل : 26/12/2009
| موضوع: ملخص درس الشخـص الجمعة أبريل 02, 2010 2:36 pm | |
| ملخص درس الشخـص
لا بد أن نميز في تعاملنا مع هذا المفهوم بين المفهوم السيكولوجي للشخصية و المفهوم الميتافيزيقي للشخص ،فاذا كانت الشخصية هي مجموع الصفات و السلوكيات التي تميز هذا الفرد عن ذاك فان الحديث عن الشخص نعني به الاهتمام بالأنا بوصفها وحدة صورية وليست مضمونا محددا. فالشخص إذن ذات واعية قادرة على التعقل والتأمل والتمييز بين الخطأ والصواب و تتحمل مسؤولية أفعالها و اختياراتها .ذات تبقى دائما هي هي في أزمنة وأمكنة مختلفة . فكل واحد منا يحيل باستمرار إلى نفسه بضمير "أنا" بوصفه وحدة وهوية تظل مطابقة لذاتها على الدوام.
I ـ الشخص و الهوية: هل تقوم هوية الشخص على الوحدة والتطابق أم على التعدد والتغير؟ كيف تتحدد كينونة الشخص بين الوحدة و التغير؟ وما أساس هوية الشخص ؟
ديكارت : أما ديكارت فيذهب إلى تأكيد أهمية الفكر في بناء الشخصية وفهم حقيقتها، ان التفكير هو الشرط الضروري للوجود . فأساس هوية الشخص هو التفكير الذي يعتبر مناسبة لحضور الذات أمام نفسها وإدراكها إدراكا مباشرا لكل ما يصدر عنها من أفعال والتي تبقى رغم تعددها واحدة وثابتة، نسمى هذا التفكير وعيا وهو نفس الوعي الذي اعتمدعليه ديكارت في " الكوجيطو" (أنا أفكر اذن أنا موجود) .
جون لوك : أساس هوية الشخص هو الشعور، فليست الهوية الشخصية سوى ذلك( الوعي) أو المعرفة المصاحبة لإحساساتنا عن طريق الذاكرة التي هي امتداد للشعور في الزمان والمكان. إن ترابط الحالات الشعورية في الوعي عبر الذاكرة هي التي تولد في الذات انطباعا من الوحدة و الاستمرارية رغم التغيرات الجسدية و السلوكية… من وجهة نظره التجريبية ينتقد ج لوك الجوهر الفطري للأنا أفكر التي قال بها ديكارت مهدما بذلك الأساس الفطري للعقل و يعوضه بالشعور كحالات و انطباعات نابعة من التجربة الحسية.
شوبنهاور:أساس هوية الشخص هو الإرادة، وهوية الشخص تتوقف على الإرادة التي تظل في هوية مع نفسها ،وعلى الطبع التابث الذي تمثله. لقد انتقد شوبنهاور كل من لوك و ديكارت ،فقد رأى في الحالات الشعورية التي جاء بها لوك ، حالات جزئية و لا نهائية و متغيرة باستمرار. أما بخصوص ديكارت فقد اعتبر أن الفكر غير قادر وحده على تحديد جوهر هوية الشخص ، التي تتحدد ليس فقط بالفكر بل وبشكل أساسي بالإرادة.
الشخصبوصفه قيمة أين تكمن قيمة الشخص؟وعلى أي أساس تقوم هذه القيمة ؟
* ايمانويل كانط: يذهب كانط إلى تأكيد أهمية الشخص كذات لعقل أخلاقي عملي، يعامل الآخرين لا كوسائل يحقق من ورائها أغراضه الخاصة، وإنما كغايات بذاتها، فالواجب الأخلاقي يفرض علينا اذا معاملة الإنسان بوصفه شخصا أي غاية في ذاته . ان قيمة الشخص تنبع حسب كانط من إرادته على الالتزام العملي بالواجبات الأخلاقية المطلقة التي يفرضها عليه الوعي الأخلاقي.
جورج غوسدروف : تتمثل قيمة الشخص في انفتاحه على الآخرين و لا معنى لمفهوم الالتزام الأخلاقي العملي عند كانط إلا في سياق التعايش الاجتماعي الذي يفرض على الفرد الانفتاح و التواصل و التعايش مع الناس. فالالتزام اتجاه الآخرين و أشكال التضامن الأولي بين الناس فيما هو إنساني هو ما يعطي للوعي الأخلاقي بعده الإنساني الحقيقي .
الشخص بين الضرورة و الحرية
إذا كانت قيمة الشخص تكمن في بعده العملي الأخلاقي أكثر من أي شيء آخر، فهل يعتبر الشخص كيانا حرا مستقلا عن أي إلزام أو إكراه، أم أنه خاضع لضرورات وحتميات لا سبيل لديه للانفلات منها ؟ سارتر : - ينطلق سارتر من أن وجود الانسان سابق عن ماهيته ، فهو يوجد أولا ثم يختار مايريد أن يكون ، ان الإنسان مشروع يتمتع بقوة الحرية الخلاقة و اللانهائية انطلاقا من قدرته على التعالي (تجاوز ما في ذاته و ما في واقعه ) دائم التجاوز لوضعيته الأصلية بواسطة الأنشطة التي يمارسها. انه مشروع حر منفتح على إمكانيات لانهائية ..
موني : الشخص حرية مشروطة بالوضع الواقعي للإنسان، فحريته ممارسة تتم داخل الحياة تبعا لشروط محددة ،إنها حرية نسبية و ليست مطلقة، لكن هذا الوضع المشروط لا يعني خضوع الشخص للضرورة المادية أو الأخلاقية . ان حريته تمر من مرحلة الوعي بالتحرر و صولا الى الحرية بوصفها موقفا وقيمتا. | |
|