الـــعقل :

1
- الدلالة اللغوية:
-أ- في اللغة العربية: جاء في المنجد في اللغة والأعلام ما يلي: «عقل البعير: ثنى وظيفة مع ذراعه وشدهما معا بحبل وهو العقال. وعقل الدواء بطنه: أمسكه…عقل الغلام: أدرك …وعقل الغلام: جعله عاقلا» ومن هذا نستشف أربع دلالات للعقل: فهو أولا قيد يشد صاحبه ويعقله عن الوقوع في الخطأ والمهالك وهو ثانيا إمساك عن الانغماس في الملذات وإتباع الشهوات، وهو ثالثا إدراك لماهية الأشياء وقدرة على التمييز فيما بينها، وهو رابعا تذكر لما مضى من أقوال وأفعال وأحداث.
-ب- في اللغة اليونانية: تعني كلمة لوغوس (Logos) «الكلام، والنظام، والذكاء، وملكة الاستدلال والحكم، والعلة والمبدأ والأساس والنسبة أو العلاقة الرياضية».
-ج- في اللعة الفرنسية: وتشتق كلمة (Raison) الفرنسية من الكلمة اللاتينية (Ratio) التي تعني الحساب والتفكير. والعقل في اللغة الفرنسية «ملكة التفكير التي تتيح للإنسان المعرفة والحكم والعمل طبقا لهما… والعلة والمبدأ والأساس والنسبة الرياضية بين عددين أو كميتين رياضيتين».
2- الدلالة الفلسفية:
يصنف لالاند (LALANDE) المعاني الفلسفية للعقل في صنفين رئيسيين هما: ملكة المعرفة وموضوع المعرفة.
-أ- العقل بوصفه ملكة المعرفة: (=العقل الذاتي) وهو عقل ذاتي باعتباره ينتمي إلى الذات العارفة ( (Le sujet épistémique ليس بالمعنى السيكولوجي(الذي يعني المزاج Tempérament) ولكن بالمعنى المنطقي والمعياري.
 المعنى المنطقي: ويتجلى في كون العقل«ملكة الاستدلال، والحدس، وملكة المبادئ». فهو يشتغل بمفاهيم كلية مجردة يربط فيما بينها بعلاقات منطقية دقيقة لينتج منها معرفة يقينية ذات صلاحية كونية تفرض نفسها على كل إنسان في كل زمان ومكان. وهنا تكون المعرفة العقلية نقيض المعرفة الحسية-الخيالية والوهم.
 المعنى المعياري: ويتجلى فيما يسميه ديكارت ب «الحس السليم le bon sens» ووظيفته حسب ديكارت هي « التمييز بين الخير والشر، والصدق أو الحق والكذب أو الباطل، والقبح والجمال، بواسطة شعور باطني تلقائي مباشر» وهنا يتمظهر الجانب الأخلاقي-القيمي للعقل فيكون العقل نقيض الهوى والغريزة (الحيوانية).

العقل الإنساني يتصف بالوحدة والترابط وله القدرة على التعبير الدقيق وقد تخونه في بعض الأحيان الألفاظ التي يعبر بها عما يريد من أفكار