منــتديــات أبـــــواب المعرفة للتعلــــيم الأصيـــــــل
عــزيـزي الــزائر / عـزيـزتــي الـزائــرة يـرجــي الـتكـــرم بتسـجـبــل الـدخــول اذا كـنـت عضــوا معـنــا أوالـتسـجيــل ان لـم تـكــن عضــو وتـرغــب فـي الانـضـمــام الـي منــتديــات أبـــــواب المعــرفـة للتعلــــيـم الأصيـــــــل
سـنتـشــرف بانـضـمامــك الـينــا
ادارةالمنتدى
منــتديــات أبـــــواب المعرفة للتعلــــيم الأصيـــــــل
عــزيـزي الــزائر / عـزيـزتــي الـزائــرة يـرجــي الـتكـــرم بتسـجـبــل الـدخــول اذا كـنـت عضــوا معـنــا أوالـتسـجيــل ان لـم تـكــن عضــو وتـرغــب فـي الانـضـمــام الـي منــتديــات أبـــــواب المعــرفـة للتعلــــيـم الأصيـــــــل
سـنتـشــرف بانـضـمامــك الـينــا
ادارةالمنتدى
منــتديــات أبـــــواب المعرفة للتعلــــيم الأصيـــــــل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تركت هوى ليلى وسعدى بمعزل وعدت إلى تصحيح أول منزل،غزلت لهم غزلا دقيقا فلم أجد لغزلي نساجا فكسرت مغزلي . (الغزالي)
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحديث القدسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مبارك ايزي
عضو نشيط
عضو نشيط



عدد المساهمات : 10
نقاط : 5465
تاريخ التسجيل : 14/01/2010

الحديث القدسي Empty
مُساهمةموضوع: الحديث القدسي   الحديث القدسي Icon_minitime1الأربعاء يناير 20, 2010 4:51 pm

قال الله تعالى في الحديث القدسي لرسوله الكريم (صلّى الله عليه وآله):

«يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما»[1].

ما هو الفرق بين الحديث القدسي وآيات القرآن الحكيم؟

الفرق بينهما: في عدة مسائل، منها: (التحدي).. فان القرآن الكريم معجزة من عند الله سبحانه يحمل في طياته منهجاً متكاملاً لسعادة الدنيا والآخرة ويشتمل على التحدي والاعجاز، التحدي من جميع الجهات: العلمية والبلاغية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والغيبية... الخ.

ثم إن التحدي ليس فقط بالقرآن ذاته وإنما كذلك بالنسبة إلى من نزل عليه القرآن وهو النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله).

قال سبحانه وتعالى: ((قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً))[2].

وفي آية أخرى قال عزّ وجلّ: ((أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين))[3].

وفي آية ثالثة قال جل وعلا: ((وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين))[4].

ومن هنا تظهر صورة الاعجاز والتحدي في القرآن الحكيم، حيث عجز الناس بأجمعهم منذ نزل القرآن وإلى يومنا هذا من الإتيان حتى بسورة واحدة ولو بقدر سورة الكوثر.

ويبقى القرآن الكريم يحمل هذه الصفة إلى يوم القيامة، والتحدي كان ومازال وسيبقى إلى ما شاء الله.

أما الحديث القدسي فإنه صدر من الله سبحانه وتعالى أيضاً ولكنه غير مختص برسول الإسلام (صلّى الله عليه وآله) بل شمل العديد من أنبياء الله وبالتعاقب ولم يحمل صفة التحدي والإعجاز.

وقد جمع بعض العلماء مجموعة من هذه الأحاديث القدسية في كتبهم:

مثل العلامة المجلسي (قدس سره) في كتابه القيم (بحار الأنوار)، وفي بعض مؤلفاته الأخرى أيضاً.

ومثل الأخ الشهيد[5] رضوان الله عليه في كتابه (كلمة الله).

أما كلمة (القدسي)[6]، فإنها تعني (المُنَزّه) أي الذي ليس فيه عيب أو نقص، فالحديث القدسي: هو الحديث المُنَزّه والخالي من العيوب والنواقص.

والأحاديث القدسية على قسمين:

بعضها قوية السند، أي تكون مروية عن رسول الله والأئمة الأطهار (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) وذلك بسند صحيح والتي ينقلها عنهم ثقاة الرواة.

والبعض الآخر من الأحاديث مرسلة السند، أي مقطوعة السند ويكون مُرسلها ضعيفاً.

فما كان منها من القسم الأول فهو مورد القبول والاعتماد عند العلماء.

أما القسم الثاني: فان كانت تحمل في طياتها نوعاً من الحكمة والوعظ والإرشاد بما يعود على الإنسان بالنفع والخير، أو حكماً غير إلزامي فتشمله قاعدة التسامح في أدلة السنن[7] وما أشبه.. ولذا فهي مورد قبول أيضاً.

هذا بالإضافة إلى أن العديد منها قد تلقاها المشهور بالقبول وتلقي المشهور وعملهم جابر على ما بين في الأصول، خاصة مع عدم ترتب حكم شرعي عليها، إذ أن الأحاديث القدسية غالباً ما تأتي في باب الأخلاق والآداب والحكم والسنن الاجتماعية والإرشاد إلى بعض المصالح والتحذير من بعض المفاسد الكونية والاجتماعية والأخلاقية ونحو ذلك.

وعوداً على بدء، فإن للحديث الذي صدرنا به الكتيب دلالة واضحة ساطعة على عظمة أهل البيت (عليهم السلام) وعلو مقامهم، وخاصة أساس شجرتهم المباركة، وهم فاطمة الزهراء وأبوها وبعلها وبنوها صلوات اللهم عليهم وعلى آلهم أجمعين.

معنى الحديث

إن الله سبحانه وتعالى يخاطب الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) ويقول: (يا أحمد: لولاك لما خلقت الأفلاك) فهو (صلّى الله عليه وآله) الغاية من خلق الأفلاك (ولولا علي.. لما خلقتك) أنت..، (ولولا فاطمة الزهراء لما خلقتكما).

وفي هذا الشطر ـ الأخير ـ تظهر لنا قيمة الزهراء(عليها السلام) وعظمتها عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله (صلّى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام) وما لها من الفضل الكبير والتأثير الوضعي والتكويني على خلق هذا الكون والناس أجمعين..

وقد تطرقنا إلى هذا الحديث القدسي بالذات لنتشرف بذكر بعض فضائل هذه السيدة الجليلة التي قال في حقها رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (ابنتي فاطمة سيدة نساء العالمين)[8]..

وربما يخطر على بال البعض هذان السؤالان:

السؤال الأول

هل أن الله (سبحانه وتعالى) بخيل ـ والعياذ بالله ـ بحيث لو لم يكن الرسول (صلّى الله عليه وآله) لما خلق الكون والأفلاك والشمس والقمر والنجوم؟!!

وإذا لم يكن كذلك فما معنى «لولاك لما خلقت الأفلاك»؟

وللجواب على هذا السؤال نسأل:

أولا: هل لله عزّ وجلّ هدف وغاية في خلق هذا الكون بصورة عامة، والإنسان بصورة خاصة أم لا؟

الجواب: نعم.

وثانياً: ما هي هذه الغاية؟

الجواب: إيصال الإنسان للكمال المعنوي الرفيع كما يقول سبحانه وتعالى: ((وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون))[9].

وثالثاً: هل الكمال حقيقة مشهودة للجميع «أي محسوسة بالحواس الظاهرة» أم خفية؟

الجواب: انها حقيقة غير ظاهرة للجميع.

ورابعاً: هل هذه الحقائق يمكن الوصول إليها أم لا؟

الجواب: هذه الحقائق لا يمكن للإنسان ـ عادة ـ الوصول إليها إلا بواسطة الدليل والمرشد.

خامساً: وما هو الدليل ومن هو المرشد؟

الجواب: الدليل هو القرآن الكريم، والمرشد هو النبي الأعظم(صلّى الله عليه وآله) وفاطمة الزهراء... والأئمة الأطهار (عليهم الصلاة السلام).

فإذا كان كذلك، فالمحقق للغرض من الخلقة هو وجود الرسول وفاطمة الزهراء والأئمة الأطهار (صلوات الله عليهم أجمعين). فلولاهم(عليهم السلام) لكانت خلقة العالم ناقصة، والله عزّ وجلّ لا يخلق خلقاً ناقصاً ومن هنا قال تعالى: (لولاك لما خلقت الأفلاك..).

أما إذا كان الله سبحانه يخلق الإنسان دون أن يخلق معه الدليل فانه لا يتحقق الغرض من خلقه وسيعني ذلك نقص الخالق وعجزه ـ والعياذ بالله ـ ويصبح خلق الإنسان عبثاً، والله سبحانه منزه عن العبث[10].

وعلى هذا الأساس يكون خلق النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) هو سبب خلق هذا الكون، وانه أول ما خلق الله هو النبي (صلّى الله عليه وآله) وأهل البيت(عليهم السلام) ومن ثم خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون بأجمعه من نورهم. فهم العلة الغائية للتكوين كما يعبر عنه الحكماء.

وفي حديث الكساء: «اني ما خلقت سماءاً مبنية ولا أرضاً مدحية ولا قمراً منيراً وشمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلا في محبة هؤلاء الخمسة»[11].

وقال الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف): (نحن صنائع ربنا والخلق بعد صنائعنا)[12].

وجاء في كتاب البحار للعلامة المجلسي (قدس سره) نقلاً عن كتاب الهداية للشيخ الصدوق (رحمه الله) انه قال:

«يجب أن نعتقد أن النبوة حق، كما اعتقدنا أن التوحيد حق، وان الأنبياء الذين بعثهم الله مائة وأربعة وعشرون ألف نبي،جاءوا بالحق من عند الحق، وان قولهم قول الله، وأمرهم أمر الله، وطاعتهم طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله، وانهم لم ينطقوا إلا عن الله عزّ وجلّ وعن وحيه، وان سادة الأنبياء خمسة عليهم دارت الرحى، وهم أصحاب الشرائع وهم أولو العزم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلوات الله عليه وعليهم)، وان محمداً سيدهم وأفضلهم، وانه جاء بالحق وصدق المرسلين،وان الذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون، ويجب أن نعتقد أن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقاً أفضل من محمد (صلّى الله عليه وآله) ومن بعده الأئمة (صلوات الله عليهم)، وانهم أحب الخلق إلى الله عزّ وجلّ وأكرمهم عليه، وأولهم إقراراً به، لما أخذ الله ميثاق النبيين في عالم الذر وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا: بلى.

وان الله بعث نبيه (صلّى الله عليه وآله) إلى الأنبياء (عليهم السلام) في عالم الذر، وان الله أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته نبينا (صلّى الله عليه وآله) وسبقه إلى الاقرار به.

ونعتقد أن الله تباك وتعالى خلق جميع ما خلق له ولأهل بيته (صلوات الله عليهم)، وانه لولاهم ما خلق الله السماء والأرض ولا الجنة ولا النار ولا آدم ولا حواء ولا الملائكة ولا شيئاً مما خلق (صلوات الله عليهم أجمعين) »[13]. انتهى.

وهذا الكلام المنقول عن الصدوق (قدس سره) هو خلاصة أحاديث وروايات كثيرة جاءت عن أهل البيت(عليهم السلام) ترشدنا إلى انهم(عليهم السلام) اساس خلق الكون، وقد جعلهم الله الوسائط في خلق العالم والعلة الغائية له، كما انهم(عليهم السلام) سبب لطف الله تعالى وافاضته على العالم، وبهم (عليهم السلام) استمرار قيام العالم... وقد صرح بذلك في مختلف الأدلة.. فلولاهم لساخت الأرض[14].

ولهم (عليهم السلام) ـ بما فيهم السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) ـ الولاية التكوينية إضافة إلى التشريعية.. ومعناها أن زمام العالم بأيديهم(عليهم السلام) حسب جعل الله سبحانه، كما أن زمام الاماتة بيد عزرائيل فلهم(عليهم السلام) التصرف فيها ايجاداً واعداماً، لكن من الواضح أن قلوبهم أوعية مشيئة الله تعالى.. فكما منح الله سبحانه القدرة للإنسان على الأفعال الاختيارية منحهم (عليهم السلام) القدرة على التصرف في الكون[15].

السؤال الثاني

ما معنى «لولا علي لما خلقتك»؟ مع أن الرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله) يمتلك الشخصية العظمى؟ فلماذا يتعلق خلقه(صلّى الله عليه وآله) بخلق علي أمير المؤمنين (عليه السلام)؟ وما هي الرابطة الموجودة بينهما؟

والجواب على ذلك: أن الإمامة المتجسدة في أمير المؤمنين(عليه السلام) هي الامتداد الطبيعي للنبوة، وان السلسلة المترابطة الحلقات بين النبوة والامامة جعلت أمير المؤمنين (عليه السلام) المحقق للغرض من خلق الرسول (صلّى الله عليه وآله)، لأن النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) جاء ليهدي الناس إلى الإسلام ويوصلهم إلى الكمال المنشود.. ولكن عمر النبي (صلّى الله عليه وآله) محدود ولا بد أن يكون بعده من يواصل الدرب، بالاضافة إلى أن أغلب الناس لا يصلون إلى الكمال دفعة واحدة، وإنما لا بد من التدرج..

إذاً كان ولا بد من وجود محقق آخر بمثابة المكمّل والامتداد بعد وفاة النبي (صلّى الله عليه وآله)، وهو الوصي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) والإمام من بعده(صلّى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام)..

مضافاً إلى انه قد تآمر قوم على دين رسول الله(صلّى الله عليه وآله) وأخذوا بتحريف الإسلام، فلولا علي(عليه السلام) لما تبين الحق من الباطل..

فلذلك خلق الله سبحانه وتعالى (علياً (عليه السلام)) لكي يقف أمام الانحراف والتفرق والاختلاف الذي سيحصل في الأمة بعد رحيل الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله)..

ولولا وجود أمير المؤمنين (عليه السلام) لذهبت جميع الجهود التي بذلها الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في نشر الرسالة الإسلامية سدى، ولرجع الناس إلى الجاهلية الجهلاء مرة اخرى، ولعم التحريف والإعتقادات الباطلة مثل التجسيم والجبر والتفويض وما أشبه ذلك، ولسادت العالم الإسلامي الأفكار والمعتقدات التي جاء بها معاوية واشباهه ـ فيما بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله) ـ ليهدروا جهد ومتاعب النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في نشر الدين الإسلامي الحنيف، واتباع سننه وتطبيق مبادئه، سواء في الأحكام الشرعية أو التعامل مع الآخرين حكومة وشعباً..

وبذلك لا تكون فائدة مرجوة من وجود الدين الإسلامي، وتصبح بعثة النبي (صلّى الله عليه وآله) التي لم تصل إلى الغاية التامة لا فائدة منها..

وهنا تظهر ضرورة وجود الإمام علي (عليه الصلاة والسلام) حيث نزلت في شأنه (عليه السلام) آية اكمال الدين يوم الغدير عندما نصب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) خليفة من بعده بأمر من الله تعالى، فقال عزّ وجلّ: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا))[16].

فكان الإمام علي (عليه السلام) واقفاً بما للكلمة من معنى إلى جانب الرسالة الإلهية لحمايتها وصونها من كيد المنافقين..

قال سبحانه: ((وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم))[17].

والله سبحانه وتعالى أراد من الآية الكريمة انه لا يجوز أن يترك دين الله، سواء كان الرسول(صلّى الله عليه وآله) بين أظهر الناس أم لم يكن[18].

وفعلاً كان للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) دور كبير واساسي في الوقوف أمام نوايا المنافقين والكافرين والغاصبين وفي حفظ الإسلام من الانحراف والضياع.

وقد ورد عنه (عليه السلام) قوله: «فأنا فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجرأ عليها أحد غيري»[19].

وعن ابن عباس قال: رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يوم فتح مكة متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول: اللهم ابعث لي من بني عمي من يعضدني، فهبط عليه جبرئيل فقال: «يا محمد أو ليس قد أيدك الله بسيف من سيوف الله مجرد على أعداء الله؟ يعني بذلك علي بن أبي طالب»[20].

مشاهد من التأريخ

ولقد جمع معاوية بن أبي سفيان حوله مجموعة من الذين لا يخافون الله وكانوا من أهل الدنيا.. فكوّن بهم اسلاماً خاصاً به ونظاماً أسوأ حالاً من الجاهلية، وبفضل هذا الإسلام السفياني أخذ الناس يقتل بعضهم بعضاً باسم الدين، ومن جملة ما فعله معاوية: انه أحرق في اليمن أربعين ألف مسلم وذلك باسم الدين.

ولولا وقوف أمير المؤمنين (عليه السلام) بوجه معاوية لكان الدين الإسلامي وسيلة لتحقيق الظلم والجور واستغلال ونهب حقوق الآخرين.

فإن العقل والمنطق يؤيد هذا الحديث القدسي (السابق الذكر)؛ إذ لولا مجيء أمير المؤمنين والأئمة المعصومين(عليهم السلام) بعد الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) لما عرف الناس حقيقة الإسلام، ولظنوا أن الإسلام يتمثل بالانحراف الأموي حيث جعل بنو أمية من الإسلام وسيلة لخدمة أغراضهم الدنيوية واشباعاً لرغباتهم وأهوائهم..

ولولا أهل البيت (عليهم السلام) لانطمست معالم الدين الحنيف وانطفأت أنواره ولساد في المجتمع الإسلامي اعتقاد مفاده أن الدين هو هذا الظلم والجور والانحراف الأموي، وذلك لأن الناس المعاصرين لحكومة بني أمية لم يروا السنة الحسنة التي جسدها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في بناء المجتمع الإسلامي.

فهل جرائم معاوية وأمثاله كانت من سنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟

كلا.. فانهم كانوا يعلنون الفساد والانحراف والابتعاد عن أحكام الدين، وكانوا يشربون الخمور ويقتلون الأبرياء بغير ذنب ويهتكون الأعراض والحرمات، وكل ذلك باسم خلافة رسول الله(صلّى الله عليه وآله) ولم يكونوا ليكتفوا بذلك، بل كانوا يزعمون بأنهم (ظل الله في الأرض) وان أفعالهم كلها صحيحة ومطابقة للشرع..

وقد نقل عن معاوية انه قال يوماً للمغيرة بن شعبة: «أن الحمر قد ازدادوا وقد فكرت أن أقتل ثلثهم»[21].

استمرار المؤامرة

لكن الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) وقف بوجه خط معاوية وحفظ الإسلام من الانحراف..

أما بعد شهادة الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، فمن الذي سيقف طول التاريخ أمام الحكام الذين يلعبون بمقدرات الأمة وباسم الإسلام كالأمويين والعباسيين؟

ومن هنا كانت الحاجة ماسة إلى الأئمة الأطهار المعصومين(عليهم السلام) فلولاهم لمسخ الدين كله ولذهب أتعاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) هباءاً..

فتبين لنا دور فاطمة الزهراء (عليها السلام) كحقيقة كبرى وضرورة ملحة في الحكمة الإلهية من وراء الخلق وهو مما يفسره لنا المقطع الثالث من الحديث القدسي: «ولولا فاطمة لما خلقتكما».

هذا بالاضافة إلى أن الصديقة الطاهرة (عليها السلام) كان لها الدور الاساسي في فضح الذين حكموا باسم الإسلام، ولولا مواقفها المشرفة لالتبس الأمر على عموم المسلمين.. فكانت(عليها السلام) من حفظة دين رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مباشرة.

[1] راجع: (كشف اللآلي) للعرندس على ما نقله السيد مير جهاني في (الجنة العاصمة)، والعلامة المرندي في (ملتقى البحرين): ص14، و (مستدرك سفينة البحار): ج3 ص334، ونقله (عوالم العلوم): ص26 عن (مجمع النورين)، و (من فقه الزهراء (عليها السلام)): ج1 ص19.

[2] سورة الإسراء: 88.

[3] سورة هود: 13.

[4] سورة البقرة: 23.

[5] آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي (قدس سره) مؤسس الحوزة العلمية في سوريا (1347هـ ـ 1400هـ).

[6] انظر (لسان العرب): مادة (قدس).

[7] راجع (رسالة التسامح في أدلة السنن) المؤلّف في ضمن (الوصائل إلى الرسائل: ج6)، للإمام الشيرازي.

[8] أمالي الصدوق: ص298 المجلس49 ح12.

[9] سورة الذاريات: 56.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحديث القدسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» al hadit nabawi charh
» الحديث الصحيح
» الحديث المرفوع
» الشعر الحديث
» الشعر العربي الحديث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منــتديــات أبـــــواب المعرفة للتعلــــيم الأصيـــــــل :: منتديات علــوم الديــن :: علوم الحديث-
انتقل الى: