المشرف وسام النجوم الذهبية
عدد المساهمات : 215 نقاط : 6044 تاريخ التسجيل : 26/12/2009
| موضوع: القراءات القرآنية الجمعة فبراير 26, 2010 2:33 pm | |
| 8)
][size=24]ما هي القراءة ؟ القراءة يقصد بـها في علوم القرآن وجها من محتملات النص القرآني ، والقراءات هي اختلاف ألفاظ الوحي في الحروف وكيفيتها من تخفيف وتشديد وغيرهما : " أنواع اختلاف القراءات ربما تفوق الحصر ، كالاختلاف في الحركات الإعرابية والبنائيّة ، والتقديم والتأخير ، والزيادة والنقصان ، والمد والقصر ، والتخفيف والتشديد ، والتّرقيق والتفخيم ، والإخفاء والإظهار ، والفك والإدغام ، والإمالة والروم والإشمام ، على اختلاف أنواعه ، وغير ذلك مما فصّلها كتب القراءات ، وحصل الاختلاف فيها بين أئمة القراّء السلف والخلف " . فالقراءة هي طريقة نطق وتأدية ألفاظ الآية ، ولأسباب معينة -يأتي ذكرها- حصل الاختلاف من قارئ لقارئ والنص القرآني على كل التقادير ثابت ، لكن البعض يقرأ ( مالِكِ يوم الدين ) والبعض يقرأها ( مَلِك يوم الدين ) والخط القرآني القديم هو {ملك يوم الدين } ، واصطلح اسم ( القراءات السبع ) للدلالة على وجوه القراءات السبع المشهورة .* أسباب نشأة القراءات نحن نعلم أن خصوصيات كل قراءة ومذاق كل قارئ في تأدية حروف الآية ليست مأثورة ومسندة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشهادة علماء أهل السنة أنفسهم كما سيأتي بيانـها ، فما سبب نشأة تلك القراءات خاصة مع وجود قراءة متواترة بين المسلمين ؟
ذكروا لذلك أسبابا متعددة :
1- بداءة الخط : عند مراجعة المخطوطات القديمة التي كتب بـها القرآن الكريم في بداية عصر تدوينه ، تجد مدى صعوبة تمييز الأحرف بعضها عن بعض ، فهناك جـملة من الأحرف تتشابه في شكلها وتحتمل ألفاظا ومعاني متعددة للكلمة الواحدة ، فمع عدم معهودية القارئ بالقرآن سوف ينتج عنه الخلط والاشتباه ، وحصل هذا في البلاد النائية القريبة العهد بالقرآن .
2- الخلو من النقط : فكما أن تشابه الأحرف كان مدعاة للاشتباه فكذلك عدم وجود النقط على الكلمات ، لأن تنقيط المصحف بنقط الإعجام جاء في عصر متأخر نسبيا عن عصر عثمان بن عفان فكانت المدّة كفيلة بأن يقرأ البعض ( يعلمون ) ويبدلها ب ( تعلمون ) ، و( تبينوا ) ب ( تثبتوا ) وهكذا .
3- إسقاط الألفات : من خصوصيات الكتابة القديمة أنـها من غير ألفات ، فلم تستحدث إلا في زمن متأخر ، لذا كان يقرأ البعض ( مالك يوم الدين ) مع كون الكتابة الأصلية هي ( ملك ) ولا يعني هذا عندهم أن قراءتـها الصحيحة هي ( ملك ).
4- التجريد من الشكل : وكذلك كانت الكتابة الأولى خالية من التشكيل والحركات المميّزة ، فيختلط الأمر على من لا عهد له بآيات القرآن فيقرأ ( خلق ) باعتبار أنـها فعل ماضي وهي مصدرٌ ، وكثير من هذا القبيل .
تلميع !ليس من الغريب أن يضفي بعض علماء أهل السنة شيئا من العبقرية والدقة في التنسيق والتخطيط إلى الصحابة وسلفهم الصالح ، كأن يقال إن الصحابة تعمدوا كتابة المصاحف في زمن عثمان خالية من النقط وحركات الإعراب ، ولنقتصر هنا على نقل قول ابن تيمية الحراني ، قال في مجموع الفتاوى : " والحروف المكتوبة قد تنازع الناس في شكلها ونقطها ، فإن الصحابة لما كتبوا المصاحف كتبوها غير مشكولة ولا منقوطة لأنـهم إنما كانوا يعتمدون في القرآن على حفظه في صدورهم لا على المصاحف " .
وزادها ابن تيمية عبقرية وكذا أغلب من داخ في هذه السمادير من بني جلدته ، فقالوا إنما فعله الصحابة عن قصد ليشتمل رسم المصاحف المكتوبة على الأحرف السبعة ووجوه القراءات !! : " فكان النبي إذا أتاه جبريل استمع فإذا انطلق جبريل قرأه النبي كما أقرأه ، فلهذا لم تكن الصحابة ينقطون المصاحف ويشكلونـها ، وأيضا كانوا عربا لا يلحنون فلم يحتاجوا إلى تقييدها بالنقط ، وكان في اللفظ الواحد قراءتان يقرأ بالياء والتاء مثل يعملون وتعملون فلم يقيدوه بأحدهما ليمنعوه من الأخرى " .
مع العلم أن الكتابة العربية لم يضف لها النقط ولا التشكيل إلا في زمن متأخر عن زمان عثمان ، وكان أول من حلّاها هو أبو الأسود الدؤلي رضي الله عنه تلميذ الإمام علي عليه السلام ، فمعنى ذلك أن الصحابة ومن بعدهم إلى زمن تغلّب زياد بن أبيه على الكوفة لم يكن يعلمون شيئا عن ذلك النقط والتشكيل ، فكيف يستقيم ما ذكره أهل العبقرية والتلميع ؟! وسيأتي الكلام مفصلا بإذنه تعالى .
5- تأثير اللهجة : واللهجة لها دور في تغيير قراءة الكلمة عن وضعها الأصلي ، كالإمالة وقلب بعض الأحرف وكذلك في الحذف والإثبات .
6- تحكيم الرأي والاجتهاد : كان قرّاء القرآن يتمسّكون باجتهاداتـهم ولو خالفت قراءة الجمهور ! ، وبعضهم كان لا يتزحزح عنه إلا بالجلد كما حصل لابن شنبوذ بدعوى أن له في ذلك وجها معتبرا ، وسيأتي الكلام عنه بإذنه تعالى .
7- الغلو في الأدب : وهي خصلة متميّزة في القرّاء النحويين ، فكان بعضهم يقرأ بالشاذ الذي يخالف رسم المصحف ، باعتبار أنه أوفق للعربية وقواعدها !
8- عوامل نفسية أخرى : كحب الظهور وبيان البراعة في قراءة القرآن الكريم فيأتون بكل غريب لأجل كسب الشهرة وذيوع الصيت وما إلى ذلك .
* من هم القرّاء السبعة ؟
إن أطلق مصطلح ( القرّاء السبعة ) فإن المعنى لا ينصرف إلا إلى رجال مخصوصين من مشاهير قراّء القرآن ، وحتما لا تنحصر الساحة بـهم ، بل كان من القراء من هم أرفع منهم درجة وأعظم قدرا و أجل شأنا ، ولكن وقع اختيار ابن مجاهد على هؤلاء وحصرهم بالعدد سبعة ، وهم بحسب الترتيب الزمني :
عبد الله بن عامر اليحصبي قارئ الشام ، وعبد الله بـن كثير الداري قارئ مكة ، عـاصم بن أبي النّجود الأسدي قارئ الكوفة ، أبو عمـرو بن العلاء المازني زبان قارئ البصرة ، حـمزة بن حبيب الزيّات قارئ الكوفة ، نـافـع بن عبد الرحمان اللّيثي قارئ المدينة ، علي بن حمزة الكسائـي قارئ الكوفة . :D :D :D | |
|